العلاقة الإماراتية السعودية تذهب بعيداً نحو الأُفق

العلاقات السعودية- الإماراتية التاريخية المتجذرة تعتبر علاقات ذات توجهات حكيمة ومعتدلة وذات مواقف ورؤى متطابقة وواضحة.

منذ القدم وتربط بينهم علاقات متينة، بلد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، نهج وتعاهد الأجداد يسري عليه ويطبقه الأبناء. فقد كان الشيخ زايد والملك فيصل تربطهما علاقات قوية تتعدى علاقات الدول بل علاقة صداقة وأخوة، هؤلاء الرجال كانوا على قلب رجل واحد في كل الأوقات.

تعتبر العلاقات السعودية- الإماراتية التاريخية المتجذرة علاقات ذات توجهات حكيمة ومعتدلة، وذات مواقف ورؤى متطابقة وواضحة، وخاصة بشأن المستجدات من القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها تعزيز أمن واستقرار المنطقة، ومواجهة التدخلات الخارجية والتطرف والإرهاب، مع العمل بدأب على تعزيز وتعميق التعاون المشترك، وذلك في ظل التنسيق والتعاون والتشاور المستمر بين البلدين.

العلاقات بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ليست مجرد علاقات عادية بين دولتين جارتين أو شقيقتين أو صديقتين، أو منضويتين تحت لواء تحالف إقليمي أو دولي واحد، الموضوع أكبر من ذلك بكثير، لأنه ببساطة يتعلق بالتضامن والتكامل الاستراتيجيين، وبالمصير المشترك في ظل تحديات كبرى تعصف بالمنطقة والعالم، وبتوحيد المواقف والجهود والمقدرات في خدمة مشروع حيوي يتطلع إلى عقود قادمة، ويشمل بغطائه محورا عربيّا تشكّل ليواجه مخاطر وأطماعا ومؤامرات وخططا جهنّمية تستهدف سيادة الدول ووحدة المجتمعات وأمن الشعوب واستقرارها.

لقد التحم الشعبان السعودي والإماراتي، واختلطت دماء أبنائهم الزكية على أرض اليمن للدفاع عن الشرعية اليمنية، ومن أجل استعادة الحق لأصحابه، وحماية الأمن القومي العربي من المعتدين الانقلابيين، وحليفتهم إيران التي طالما سعت لزعزعة أمن واستقرار منطقة الخليج والعالم العربي.

وامتدت هذه العلاقة بين الإمارات والسعودية في بعدها الحاضر والمستقبلي، لتأخذ بعداً أكثر قوة ومتانة بعد تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم في المملكة وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، حيث انتقلت العلاقة بين البلدين إلى مرحلة متطورة، وهو ما عبّر عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في أكثر من مناسبة التقى فيها خادم الحرمين الشريفين والقيادة السعودية.

التعاون والتنسيق المشترك السعودي الإماراتي هو ما يعوّل عليه اليوم في لعب دور أساسي في منطقتنا العربية، لانتشال الواقع العربي من الفوضى والدمار.

وتستند هذه العلاقات القوية والاستراتيجية بين الإمارات والمملكة إلى أسس راسخة من الأخوة والرؤى والمواقف والتوجهات المتسقة تجاه قضايا المنطقة والعالم، وتصب في دعم المصالح المشتركة وتعزيزها، وتمثل ركناً أساسياً من أركان الأمن القومي العربي، ومنظومة الأمن والاستقرار بالمنطقة كلها، خاصة مع ما تتميز به سياسة البلدين، سواء على المستوى الإقليمي أو العالمي، من توجهات حكيمة ومعتدلة ومواقف واضحة في مواجهة نزعات التطرف والتعصب والإرهاب، والتشجيع على تعزيز الحوار بين الحضارات وثقافة الأديان المختلفة.

وأخيرا تعتبر العلاقات بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة من العلاقات التي تكوِّن نموذجا مثاليا يحتذى به بين دول العالم على مر العصور، نموذجا كاملا من كل الأركان، سواء الركن السياسي أو الاقتصادي أو القيادي في المنطقة، وما المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة إلا بلداً واحداً على أرضين، حكومة وشعباً على قلب واحد.

التعليقات متوقفه