نحو فضاء إماراتي تفخر به العرب

تشعر بمنتهى الفخر والسعادة عندما تتابع خبرًا نشرته وكالات الأنباء المختلفة، وهو انتهاء أول مهمة إماراتية لمحاكاة الفضاء في روسيا.

وخرج رائد محاكاة الفضاء صالح العامري، بعد 8 أشهر من العزلة، من المجمع الأرضي بمعهد الأبحاث الطبية والحيوية التابع لأكاديمية العلوم الروسية في موسكو، وقد درست المهمة تأثير العزلة في مكان مغلق لفترة طويلة على الحالة النفسية والجسدية للإنسان، أجري خلالها 71 تجربة علمية بهدف دراسة المشكلات الطبية الحيوية والنفسية لدى البشر، الناجمة عن العزلة في الفضاء.

إن المتابع والمدقق لرؤية القيادة الرشيدة المخلصة لدولة الإمارات سيكتشف مدى حرصها على الانطلاق بقوة نحو علوم الفضاء من خلال خطوات نحو الريادة تضمنت إطلاق “استراتيجية وكالة الإمارات للفضاء” وإطلاق “السياسة الوطنية لقطاع الفضاء”، وانطلاق “مسبار الأمل” الإماراتي في مهمة لاستكشاف المريخ، وإنشاء “مركز محمد بن راشد للفضاء” عام 2008، وإطلاق “برنامج الإمارات لرواد الفضاء” الأول عربيًّا، وصدور “قانون الفضاء”، وهو الأول من نوعه على المستويين العربي والإسلامي.

خطوات دولة الإمارات في مجال الفضاء مدعاةٌ لفخر أبنائها وكل أبناء العروبة، لما شهده مجال الفضاء بها من إنجازات ملموسة، أبرزها إنشاء وكالة الإمارات للفضاء عام 2014، وهي أول وكالة عربية لتنظيم وتطوير صناعة الفضاء، عبر التركيز على رفع القدرات الوطنية، واستخدام تكنولوجيا الفضاء، بما يدعم تحقيق خطط إنشاء الاقتصاد المتنوع، القائم على المعرفة، حيث تمثلت أهداف الوكالة في تنظيم وتطوير القطاع الفضائي الوطني، بما يسهم في دعم الاقتصاد المستدام، وتنمية الكوادر البشرية، ودعم مشروعات البحث والتطوير في قطاع الفضاء، وتعزيز وإبراز دور الدولة على الخريطة الفضائية إقليميًّا وعالميًّا، وضمان تقديم الخدمات الإدارية وفق معايير الجودة والكفاءة والشفافية، وترسيخ ثقافة الابتكار في بيئة العمل المؤسسي.

ومنذ تأسيس وكالة الإمارات للفضاء حفلت مسيرتها بالإنجازات على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، واستطاعت أن تحجز لها مقعدًا ضمن مجموعة من المنظمات والهيئات العالمية ذات الصلة بشؤون الفضاء، وأهمها عضوية اللجنة الدولية لاستكشاف الفضاء، لتكون أول دولة عربية تنضم إلى هذه اللجنة العالمية.

لقد كانت لرئيس دولة الإمارات، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رؤية ثاقبة منذ زمن طويل عندما أطلق برنامج “المريخ 2117″، وهو يستهدف بناء مدينة سكنية على كوكب المريخ، توافقًا مع رؤية مئوية الإمارات لعام 2071، كما يسعى المشروع لإعداد كوادر علمية بحثية إماراتية في مجال استكشاف المريخ ودعم ثقافة علوم الفضاء بالمجتمع الإماراتي.

وتواصل حكومة دولة الإمارات جهودها في مجال الأقمار الصناعية منذ عام 2000، وذلك بإطلاق “قمر الثريا -1” الصناعي على متن صاروخ روسي، ليصبح أول قمر صناعي تطلقه الإمارات إلى الفضاء، تلا ذلك العديد من الأقمار: “الثريا-2″ عام 2003، و”الثريا-3″ عام 2008، و”دبي سات-1″ عام 2009، و”ياه-1″ عام 2011، و”ياه-2″ عام 2012، و”دبي سات-2″ عام 2013، و”نايف-1″ عام 2017، و”ياه-3″ في يناير 2018، و”خليفة سات” في أكتوبر 2018، و”ماي سات-1″ في نوفمبر 2018، فيما تواصل رؤية رئيس دولة الإمارات استكمال تنفيذ البرامج الطموحة في مجال الفضاء، والتي جعلت اسم الإمارات خفّاقًا لامعا بين دول العالم التي تهتم بهذا المجال.

وقد أثبتت حكومة الإمارات مكانتها بين الدول الفضائية الرائدة، بالإضافة إلى إبراز الهوية العربية في مجال استكشاف الفضاء وتطوير التعاون الدولي فيه، وذلك من خلال تحقيق العديد من الإنجازات التاريخية في مجال الفضاء، فأثبتت أن طموح قيادتها وشعبها لا حدود له، وأكدت الإنجازات المتعددة، بداية من إطلاق مسبار الأمل لاستكشاف المريخ وصولا إلى الأقمار الصناعية، أن الإمارات ماضية في تنفيذ استراتيجيتها لتطوير قطاع الفضاء المحلي والاستثمار فيه.

التعليقات متوقفه