السعودية وموسم الحج.. نجاح بامتياز رغم أنف الإخوان

لا شك أن موسم حج هذا العام 2022م/1443 هـ هو مبعث الفخر للأشقاء في المملكة العربية السعودية.

وذلك بعد نجاح منقطع النظير في تنظيم موسم الحج واستقبال ضيوف الرحمن، فهو مجد تاريخي تحمّلته وشرفت بحمله المملكة، خاصة آخر موسمين عانى فيهما العالم من تحديات جائحة كورونا، ورغم ذلك تمكنت المملكة العربية السعودية من الخروج بموسم حج منضبط استهدف عدم انقطاع الشعائر المقدسة وفي الوقت نفسه حماية الأنفس البشرية، التي جاءت لتقيم شعائر الله على أرض السعودية الطاهرة، ودون تسجيل أي إصابات.

وفي هذا العام -2022- ومع تخفيف الإجراءات الخاصة بمواجهة الفيروس القاتل شهد موسم الحج هذا نجاحا مثاليا، حيث قدمت المملكة خدمة متطورة لضيوف الرحمن خلال الخمسة أعوام الماضية تحت مظلة رؤية المملكة 2030، كان أبرزها استمرار توسعة الحرمين الشريفين وزيادة المساحات والخدمات ورفع الطاقة الاستيعابية، وكذا الارتقاء بالخدمات وتسهيل كبير للإجراءات، وإثراء الرحلة الدينية والتجربة الثقافية، وعكس الصورة الحضارية للمملكة في خدمة الحرمين الشريفين وضيوفهما.

ويأتي على رأس المنجزات السعودية خلال الفترة بين 2019 و2021: إطلاق التأشيرة الإلكترونية للحجاج والمعتمرين، ما أسهم في تقليص مدة الحصول على التأشيرة من 14 يوما إلى 5 دقائق، وإعادة هيكلة شركات أرباب الطوائف للتحول من مؤسسات أفراد إلى شركات، وإطلاق “شركة كدانة للتنمية والتطوير”، لتكون الذراع المختصة بتطوير وتنمية المشاعر المقدسة وحماها بمدينة مكة المكرمة، ورفع الطاقة الاستيعابية لأماكن الشعائر، لإتاحة الفرصة لأكبر عدد من المسلمين لأداء فريضة الحج على أكمل وجه وبأيسر الطرق، وتهيئة المشاعر المقدسة وحماها والاستخدام الأمثل لها على مدار العام.

إن جهود المملكة العربية السعودية في خدمة الإسلام والمسلمين وخدماتها الجليلة لرعاية حجاج بيت الله الحرام وزوار المسجد النبوي الشريف تبعث على الفخر والتقدير والاعتزاز، فنجاح موسم الحج هذا العام كان نتيجة التعاون المثمر بين الجهات العاملة في خدمة ضيوف الرحمن داخل المملكة، والذي أدى بفضل الله لتكامل الجهود وتناغم الأعمال وتحقيق المنشود.

استطاعت المملكة العربية السعودية، بكل أجهزتها المعنية، العمل على قدمٍ وساقٍ وفق خطة واضحة من أجل إنجاح موسم الحج، وتوفير الرعاية اللازمة لخدمة ضيوف الرحمن، بداية من تسهيل وصولهم إلى الأماكن المقدسة، ومن ثم تجهيزها، والعمل بشكل جاد من أجل تيسير أداء المناسك، بداية من المبيت في “مِنى”، والصعود والوقوف على جبل “عرفات”، ركن الحج الأعظم، ثم أيام التشريق، وظهرت المؤسسات السعودية المشاركة في أعمال الحج كأنها خلية نحل تعمل بتناسق وتناغم شديدين، بالإضافة إلى تأكيد المملكة أن أعمال الحج بعيدة تماما عن السياسة والتحزُّب.

أشير أخيرًا إلى نجاح السعودية تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وجهود ولي عهده، الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، في إحباط مخطط إخواني لتشويه الصورة المثالية، التي خرج بها موسم الحج، حيث قادت جماعة الإخوان وعناصرها عبر الفضاء الإلكتروني حملة تخويف للحجيج من أداء المناسك هذا العام، فقد دشّنت جهاتٌ مشبوهة -تصدّرتها عناصر إخوانية- حملة على مواقع التواصل الاجتماعي عبر حسابات وهاشتاجات تحت زعم أن “الحج ليس آمنا”، وذلك لترهيب وتشكيك ضيوف الرحمن في أداء الفريضة المقدسة، والتحريض ضد المملكة، التي لم تعبأ بمثل هكذا افتراء، وردّت عمليا بتقديم أرقى خدمة لضيوف الله على أراضيها، ودشّن القائمون على الحملة الواهية حساباتٍ وهمية لتحقيق أهدافهم عبر بث سموم وأكاذيب في بيانات وتغريدات ومقاطع فيديو ملفّقة.

لكن، ورغم هذه الفوضى الإخوانية المعتادة، خرجت المملكة من موسم الحج منتصرةً كعادتها، بفضل حكمة قيادتها وكفاءة مؤسساتها المعنية، داحضة كذب الجماعة الإرهابية ومن يقف وراءها ويدعمها، ليخرج موسم الحج في صورته الدينية المشرفة الآمنة، بعيدا عن المحاولة الآثمة المغرضة لـ”تسييس الحج”، لتؤكد المملكة أهمية المحافظة على مقاصد الحج الإيمانية، وتعظيم شعيرته واستغلاله في بذل الطاعات والعبادات تقربًا لله، وعدم الخروج عن النسك العظيم برفع أي شعارات سياسية أو مذهبية لا تهدف إلا إلى نشر الفوضى والخراب.

التعليقات متوقفه