«أمل ومُنقذ».. دعم غزة واجب قومي وطني

من منطلق الأخوة الصادقة والتضامن الإنساني العميق، لا شك أن الجهود الإماراتية المتواصلة في دعم أشقائنا في قطاع غزة، عبر سلسلة مبادرات إنسانية لا حدود لها، هي مبعث فخر لكل إماراتي وتعبير عن وعي وانتماء الوطن وقادته للقضايا العربية والإنسانية.

إنه إيمان راسخ بالدور الأخوي الذي يجب أن نقوم به تجاه الشعب الفلسطيني الشقيق، في سعيهم لتخطي الصعوبات والأزمات التي تحاصرهم.

في أعقاب أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول الأخيرة، وفي ظلال العدوان الإسرائيلي، لم تتوان الإمارات عن إطلاق مبادرات حيوية مثل “الفارس الشهم 3” و”طيور الخير”، التي جاءت لتخفيف الآلام وتضميد الجراح في النفوس المعذبة في غزة.

تميزت المساعدات الإماراتية بتنوعها لتشمل الغذاء والمياه والوقود والأدوية، بالإضافة إلى الإمدادات الطبية وإقامة مخيمات إيواء مؤقتة تعيد الأمل في نفوس النازحين من منازلهم المدمرة.

ومن أبرز إنجازات هذه المرحلة، “جسر الخير الإماراتي”، الذي يعد بمثابة شريان حياة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى مختلف مناطق القطاع، وحملة “الإمارات تغيث غزة” التي لم تكن مجرد حملة لجمع التبرعات، بل كانت رسالة أمل وسلام تهدف إلى دعم إعادة البناء والتعافي.

بالإضافة إلى ذلك، تم تدشين مستشفى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الميداني، الذي قدم ولا يزال يقدم خدماته الطبية العاجلة للمصابين، في قلب مدينة رفح.

هذه المبادرات والمساعدات الإماراتية قد حظيت بتقدير كبير وامتنان عميق من قبل الشعب الفلسطيني، وقد وصفت بأنها “أمل” و”مُنقذ” في ظل الظروف القاسية التي مر بها القطاع.

ومن الجدير بالذكر أن الإمارات تواصل تقديم المساعدات بشكل منتظم ودوري، دون انقطاع، براً وجواً وبحراً، ما يعكس استمرارية وشمولية الدعم في جميع الظروف والأزمات.

الإمارات العربية المتحدة تقدم هذه المساعدات السخية لقطاع غزة، مدفوعة بالرغبة الصادقة في تخفيف المعاناة الإنسانية وتقديم كل سبل الدعم الممكنة لإعادة إعمار القطاع وتحسين الأحوال المعيشية لسكانه، متعاونةً مع الجهات الدولية والمنظمات غير الحكومية لتنسيق الجهود وزيادة الدعم الإنساني، في روح من التعاون والتضامن التي تعد سمة مميزة للسياسة الإماراتية.

في الختام، يبقى الدعم الإماراتي لغزة ليس مجرد التزام دولي أو واجب قومي فحسب، بل هو تجسيد حي للقيم الإنسانية النبيلة التي تعتز بها دولة الإمارات.

إنه يعكس روح الإخاء والتعاطف التي تنبع من عمق التاريخ والثقافة العربية، مؤكداً على أن الإمارات لا تقف موقف المتفرج أمام معاناة الإنسان، بل تكون في طليعة الجهود لرفع الظلم وتخفيف الألم.

ومن هذا المنطلق، تستمر الإمارات في سعيها الدؤوب لبناء جسور الأمل والسلام، ليس فقط في غزة، بل في كل بقاع العالم التي تتطلب العون والدعم.

ومن خلال هذه الجهود الإنسانية المتواصلة، تعزز دولة الإمارات مكانتها كركيزة أساسية في دعم الاستقرار والتنمية الإنسانية عالمياً.

إن هذا الالتزام ليس فقط دليل على كرم ونخوة الإمارات، بل هو أيضاً تأكيد على إيمانها الراسخ بأن السلام والأمان الحقيقيين لا يمكن تحقيقهما إلا من خلال التعاون والتضامن الدولي.

وفي ظل هذه الظروف العالمية المتقلبة، تواصل دولة الإمارات إظهار قدرتها على أن تكون قوة للخير، وجسراً نحو مستقبل أكثر إشراقاً للجميع.

التعليقات متوقفه