محمد بن زايد.. استكمال لمسيرة العظماء

ما يصبرنا في مصابنا الأليم بفقد رجل من عظماء الوطن والعرب، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، هو شعور الأمان بتولي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئاسة دولة الإمارات.

ففقيدنا الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، كانت سنوات قيادته للدولة على خطى القائد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، مليئة بالمنجزات التي لا تحصى، والمكتسبات التي شهد لها العالم أجمعه، واصل مسيرة البناء والإعمار والتمكين، وأشرف بنفسه على شؤون المواطنين في كل ربوع الوطن، وكانت له بصماته الإيجابية الكبيرة على الحياة الكريمة لأبناء الإمارات.

واليوم تتواصل المسيرة ويتم استكمال سلسال الفخار والنجاح بتولي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئاسة الإمارات خلفا للراحل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.. وها أنا أرصد في كل عيون أبناء وطني، شعب الإمارات العريق، علامات الرضا والارتياح والفخر والسعادة والأمل في غد أفضل، ثقة بمن تولى المسؤولية، فهو سيحقق تطلعات شعب الإمارات في مزيد من التنمية والتقدم والازدهار واستمرار العطاء الذي لا ينضب.

صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رجل السلام الأول، فقد حقق الإنجازات واحداً تلو الآخر في سجل الإنسانية، وتمكن من احتواء العديد من النزاعات وبث التسامح والأمل على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي.

إن الرئيس الحالي للإمارات له تاريخ طويل مع الإنجازات، فمثلا على المستوى المحلي نجاحه الباهر في رفع كفاءة جيشنا الوطني وتطوير أسلحته، وهو ما نراه في مناروات عسكرية مع دول تمتلك جيوشا قوية، على رأسها الشقيقة مصر، ودول أجنبية أخرى، كما أسهم في تطوير القوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة، من حيث التخطيط الاستراتيجي والتدريب والهيكل التنظيمي وتعزيز القدرات الدفاعية للدولة، مستلهماً توجيهات ومبادئ المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في جعل القوات المسلحة الإماراتية مؤسسة رائدة تحظى بتقدير المؤسسات العسكرية على مستوى العالم.

بالإضافة إلى مسؤولياته العسكرية، كان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، نائباً لولي عهد أبوظبي في نوفمبر عام 2003.. وتولى في نوفمبر عام 2004 منصب نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، وبعد ذلك رئيساً للمجلس.

وهو عضو نشط في المجلس الأعلى للبترول، الذي يُعنى بشؤون النفط والطاقة. وقد حصل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على العديد من الأوسمة من دول أخرى كالبحرين وقطر والكويت وسلطنة عمان والمملكة الأردنية الهاشمية والمملكة المغربية وباكستان والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وإسبانيا وإيطاليا والصين وكوريا الجنوبية وماليزيا، إضافة إلى الأمم المتحدة.

الخير قادم مع هذه المرحلة التاريخية الجديدة، فمعيار تقدم الأمم هو الاهتمام بالتعليم، وهذا هو بؤرة اهتمام وأولويات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حيث يشغل سموه منصب رئيس مجلس أبوظبي للتعليم، الذي تأسس عام 2005، ويقوم بالإشراف على قطاع التعليم في الإمارة وتطويره، مستعيناً بإجراء الدراسات وتفعيل مشاركة الطلاب وأولياء الأمور في عمليات التقييم والتواصل مع المؤسسات التعليمية الدولية، من أجل تبادل المبادرات المبتكرة الرامية إلى تطوير القطاع التعليمي.

كما يرأس سموه مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، والذي يشرف على نشر دراسات وتحليلات أكاديمية هامة تتعلق بمواضيع تهم دولة الإمارات والمنطقة.

أنا متفائل بهذه الثقة التي انتخب بها المجلس الأعلى للاتحاد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيساً لدولة الإمارات، الابن الثالث للوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، فالإمارات معه تستكمل مسيرة العطاء لأبنائها، والتقدم والرفاه، فالإمارات مع قيادة عظيمة مثله تسير نحو قمة جديدة.