عيد الاتحاد الخمسين ذكرى محفورة في وجدانِ وفكرِ كل مواطن إماراتي.
كيف لا؟ وعيد الاتحاد الخمسين يذكّرنا بما قام به الآباء والأجداد من تضحيات جسام في سبيل تحقيق هذه الوحدة الكبيرة والرائعة والدائمة إن شاء الله.
إن هذا يوم لجميع محبي هذا الوطن وعشاق ثراه الطيّب المبارك وتاريخه المجيد وتراثه الخالد، فهو مناسبة عزيزة تتكرر كل عام لتذكرنا بفخر وجلل ما فعله الآباء، وهو اليوم الرسمي للاستقلال وتكوين الاتحاد.
أعود معكم للذكرى العطرة والمفخرة لنا جميعا أبناء الإمارات بعيد الاتحاد الخمسين، فقد تم إقرار دستور الإمارات الاتحادي في مساء 1 ديسمبر 1971، وفي صباح اليوم التالي أشرقت شمس الإمارات العربية المتحدة، وذلك بعد اجتماع تاريخي للقيادة الإماراتية، حيث أعلن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، قيام دولة الإمارات في 2 ديسمبر 1971، وهو عيد الاتحاد بالإمارات، الذي تحتفل به الدولة سنويًا.
إن الاحتفال باليوبيل الذهبي للوطن هو تاريخ يُكتب بماء الذهب، لما حملته مراحل بناء الدولة من نجاحات متتالية في شتى المجالات، ففي خلال فترة قصيرة تمكنت الإمارات من وضع حجر الأساس لأبرز القطاعات التي أسهمت في رفعة الوطن، نذكر منها قطاعات التعليم والصحة والاقتصاد، وفي إطار استراتيجيات طموحة للارتقاء بالمستوى المعيشي في الدولة ومنح أبنائها الرفاهية ورغد العيش، بذلت القيادة الرشيدة منذ بداية اتحاد الإمارات جهوداً كبيرة للارتقاء بتلك القطاعات، حيث آمن الآباء المؤسسون بأن الحياة الكريمة تعني توفير أفضل مستويات الصحة والتعليم لأبناء الوطن، وعليه باشروا بعد قيام الاتحاد نهضة قطاعات الدولة، وقد استكملت القيادة الحالية نهج سلفها المبارك، لذا نجد الدولة تسابق الزمن مسرعةً نحو التميز والإبداع وريادة المراكز الأولى عالميا، بحسب مؤشرات دولية رسمية.
ففي التعليم مثلا، شهدت الدولة نقلاتٍ نوعية مميزة وملحوظة من فترة لأخرى، إذ تؤمن قيادة الدولة بأهمية أن يتسلح أبناء الإمارات بالعلم ليكونوا قادرين على الارتقاء بمستوى وطنهم في شتى المجالات.
وفي قطاع الصحة سعت الدولة جاهدةً إلى أن تصل الخدمات الصحية إلى كل بقعة من بقاع الوطن، وخلال فترة وجيرة تمكّنت الإمارات من استقطاب أمهر الأطباء للعمل في مؤسسات الرعاية الصحية في الدولة، وتطورت المنظومة الصحية واتبعت أحدث الأساليب الطبية في المستشفيات، أشهرها مستشفيات الأطفال في الإمارات، التي تضم وحدات لطب الأجِنّة، وتقدم جميعها علاجات على مستوى عالٍ من التقدم وباستخدام أحدث الأجهزة الطبية، ما أهّل الدولة لتكون واحدة من الدول المتميزة في المجال الطبي.
أشعر بالفخر لأن يُطلق عليّ صفة إماراتي، وأشعر بالفخر لكوني وُلدت في هذا البلد، فباسمي واسم كل إماراتي مخلص أتقدم بأسمى آيات التهاني والتبريكات بمناسبة عيد الاتحاد الخمسين إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإلى شعب دولة الإمارات، مواطنيها والمقيمين فيها، متمنين أن تحلّق إنجازات الإمارات عالياً وأن يرفرف اسمها في الأعالي دائماً، في ظل قيادة حكيمة وشعب يستمد الأمل من حب وطنه، الذي يحتل كامل قلبه ووجدانه.