رافعا رأسي أسير بين جنبات وطني، متابعًا اللمسات الحكومية الأخيرة لاستضافة الإمارات الحدث العالمي “إكسبو 2020”.
إنه إنجاز كبير على مستوى التجهيزات الفنية والهندسية اللوجستية والإنشاءات الكبرى، التي ستبهر العالم.
لقد لامست إنجازًا عظيمًا فعلا، فنحن حاليا في المراحل النهائية لتجهيز موقع استضافة المعرض العالمي، الذي تشارك في أعماله 192 دولة، وينطلق أول أكتوبر المقبل ويستمر حتى نهاية مارس 2022م، والمتوقع وصول 25 مليون سائح خلال شهوره الستة.
إن ما أراه الآن من جهود تبذلها الإمارات يجعلني بالفعل أشعر بالفخر، مرددًا بلساني وقلبي: “هنا الإمارات”.
وكما نجحت الإمارات في فبراير الماضي في إطلاق “مسبار الأمل” لاستكشاف كوكب المريخ، وتصبح أول دولة عربية تصل إلى الكوكب الأحمر، فإن ما يحدث في “إكسبو 2020” لا يقل عن ذلك الإنجاز الفضائي، عبر استعدادات هائلة لهذا الحدث، الذي يجسد عظمة حكومة الإمارات، التي تجاوزت بنجاح مذهل ظروف جائحة كورونا العالمية، وتستعد بهذا المعرض لقفزة اقتصادية جديدة.
ومن أجل نجاح هذا الحدث، سخرت الإمارات مواردها وطاقاتها لتنظيم استضافة استثنائية للحدث الدولي، وإخراجه بالصورة التي تحقق الهدف المرجو منه لجميع شعوب العالم، وهو بناء مستقبل أفضل للإنسانية.
وهنا نشير إلى أن انطلاق المعرض سابقة تاريخية، فهو أول معرض “إكسبو” دولي ينظم في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، نعم هنا على أرض الإمارات يتم هذا، إذ تمضي الدولة في تنظيم نسخة استثنائية من هذا الحدث العالمي، وتأخذ دورًا قياديا في التعاون الدولي المطلوب لإيجاد حلول لأبرز تحديات عصرنا، وتكون نسخة تليق بمكانة دولة الإمارات والمنطقة العربية، بما تملك من تاريخ حافل بالإنجازات والإسهام في تقدم الإنسانية عبر مجالات الثقافة والعلوم.
وفي ذلك، أتذكر قول نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، محمد بن راشد آل مكتوم، حول الاستعدادات لانطلاق معرض “إكسبو 2020 دبي”: “نطمئن الجميع بأن التجربة التي سيشهدها العالم في إكسبو ستكون غير مسبوقة.. وبأن الإمارات ستكون على قدر الحدث العالمي، وبأن الستة أشهر، التي ستجتمع فيها 192 دولة معنا، ستبقى في ذاكرة العالم بإذن الله، مستلهمين من إرثنا العريق في التواصل والتبادل الثقافي”.
سيكون ضيوف “إكسبو 2020” ضيوفا على الإماراتيين ككل، وسيغاردون وهم خير سفراء لنا بالخارج، فنجاح الإمارات في استضافة حدث ضخم كهذا يدل على تنامي دور الإمارات الإقليمي والدولي، وامتلاكها قرارًا مستقلًا وقدرات شاملة ومؤسسات قوية ورؤية محددة للمستقبل.
وتوفر معارض “إكسبو” الدولية منصة لاستعراض أهم الابتكارات، التي رسمت ملامح العالم، الذي نعرفه اليوم، وسيواصل “إكسبو 2020” المحافظة على هذا التقليد بفضل الكشف عن أحدث التقنيات من جميع أنحاء العالم.
ويشكل المعرض منصة استثنائية تتيح للمجتمع العالمي التعاون معًا لاكتشاف الحلول المبتكرة والرائدة للمواضيع الفرعية الثلاثة، التي تم تحديدها كعوامل رئيسة للتنمية العالمية.