نحتفل هذه الأيام بمرور 50 عامًا على تأسيس العلاقات الرسمية بين مصر ودولة الإمارات العربية المتحدة.
ويمسي هذا الاحتفال في العرف الدولي اليوبيل الذهبي، ولكنني هنا أطلق عليه لقب “ذهَب العلاقات الأخوية”، لما تمتاز به من مظاهر تماسك وترابط وتوافق بين البلدين والشعبين الشقيقين.
العلاقات المصرية-الإماراتية نموذج يُحتذى في العلاقات العربية-العربية، سواء من حيث قوتها ومتانتها وقيامها على أُسس راسخة من التقدير والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، أو من حيث استقرارها ونموها المستمر، أو من حيث ديناميكية هذه العلاقة والتواصل المستمر بين قيادتَي البلدين.
وعندما أقول “ذهب العلاقات” بين مصر والإمارات أعني هنا أنه قد أدى ازدياد قوة العلاقات الثنائية بين البلدين إلى ازدياد التعاون بينهما في جميع المجالات، فزاد حجم الاستثمارات الإماراتية في مصر بحيث أصبحت الإمارات من كبرى الدول المستثمرة على أرض الشقيقة مصر.
وخير مثال على هذه الأخوة، مشهد افتتاح قاعدة “3 يوليو” العسكرية البحرية، التي دشنها الرئيس عبد الفتاح السيسي كمشروع مصري نوعي جديد، فقد كان في مقدمة الحضور وقتها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، خاصة أن مثل هذه الإنجازات الكبرى تترجم الدور المصري المهم في تثبيت دعائم الاستقرار، وما حضور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان افتتاح هذه القاعدة العسكرية، مهنئا مصر وشعبها بهذا الإنجاز الكبير، إلا محطة جديدة تعكس بوضوح عمق العلاقات الأخوية المتجذرة بين البلدين، ولتؤكد دعم الإمارات الكامل والمستمر للدولة المصرية في مسيرتها التنموية الشاملة، ومشاريعها الحيوية، انطلاقا من إيمانها المطلق بأن نجاح مصر هو نجاح لكل العرب.
أعود إلى عنوان مقالي و”ذهب العلاقات بين مصر والإمارات”، فهذه العلاقة المتينة بين بلدين عربيين كبيرين لا تقتصر على العلاقات الأخوية والدبلوماسية، وإنما تمتد لشراكة تجارية واسعة، فقد استعرضت وزيرة التجارة والصناعة المصرية، خلال لقائها سفير دولة الإمارات بالقاهرة، التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين، وأشارت الأرقام التي ذكرتها معالي الوزيرة أن الإمارات تمثل أكبر شريك تجاري لمصر في منطقة الشرق الأوسط، إذ بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال عام 2020 نحو 4 مليارات و111 مليون دولار.
كما سجل حجم التبادل التجارى بين البلدين 3 مليارات و356 مليون دولار خلال عام 2019، وبلغ إجمالي الصادرات المصرية للسوق الإماراتية خلال عام 2020 نحو 2 مليار و882 مليون دولار، فيما بلغ إجمالي الصادرات المصرية للسوق الإماراتية خلال عام 2019 مليارَين و51 مليون دولار، كذلك فإن الإمارات أكبر مستثمر بالسوق المصرية، إذ تسهم الإمارات في السوق المصرية بمشروعات يتجاوز رأسمالها 7 مليارات دولار.
ولا ننسى في مقام حديثنا عن العلاقات الراسخة والقوية بين مصر ودول الخليج العربي، خاصة دولة الإمارات، أن نذكر كلمات كثيرا ما يكررها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وهي أن أمن الخليج العربي من أمن مصر، فيما ترى دول الخليج العربي مصر جزءا من مخزون استراتيجي كبير للأمة العربية كلها.