عندما ترى وتسمع كيف تصدر الوطن، المشهد العربي والإنساني ببعثه وإرساله طاقة نور وأمل لكل روح وحياة إنسانية في مبادرة رعاها وتولاها بعنايته الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وهي مبادرة “صناع الأمل”.
يأتي في ذهنك للوهلة الأولى أن هذا الوطن مؤمن بعروبته وبدينه الإسلامي. وأن قادته العظماء هم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه في بث ورح الأمل ورفعوا اسم الوطن خفاقا في كوكب ملأته الصراعات الدنيوية.
إن الفخر يملأ قلب كل إماراتي مخلص لوطنه وكل عربي يقدس عروبته ودينه؛ فهذه المبادرة هي أكبر مبادرة عربية من نوعها، مخصصة للاحتفاء بأصحاب العطاء، عبر تكريم مبادراتهم وحملاتهم الإنسانية والخيرية والمجتمعية، التي يسعون من خلالها إلى الارتقاء بمجتمعاتهم، وتحسين نوعية الحياة في بيئاتهم، ومساعدة المحتاجين وإغاثة المنكوبين ورفع المعاناة عن الفئات المهمشة في المجتمع، وإحداث فرق إيجابي في حياة الناس من حولهم، وتسخير مواردهم وإمكاناتهم من أجل الصالح العام، أو لخدمة شريحة مجتمعية بعينها.
أقول لكل أبناء الوطن إن حرص القيادة الرشيدة التي تسير على درب الآباء المؤسسيين لأمنا الغالية الإمارات على إطلاق وتدشين مبادرات عظيمة مثل هذه المبادرة، إنما يعكس عمق الإخلاص وقوة الانتماء لديننا الحنيف ووطننا القوي، وحرصهم على رفع راية الوطن خفاقة عالية، ونشر مبادئ ديننا الحنيف والذي يحرص ويدعو للعمل الصالح ونفع الناس والإحسان إليهم، وإتقان العمل الديني والدنيوي معا، فما أعظم الإسلام حين يحثنا على العمل الإنساني للبشرية جمعاء، دون أن يقتصر عمل الخير عند المسلم على الأخوة في الإسلام، ليتعداها إلى الأخوة الإنسانية، حيث لا يعتمد على تحقيقِ أي مردودٍ مادي أو أرباح؛ بل يعتمد على تقديم مجموعةٍ من الخدمات الإنسانية للأفراد المُحتاجين لها.
إن هذه المبادرة تترجم رؤية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لتفعيل قوة الأمل في استنهاض طاقات أبناء الوطن العربي للتحرك نحو التغيير الإيجابي، والإسهام في جعل العطاء ثقافة مجتمعية شاملة، وتحقق أهدافاً عدة داخل وخارج دولة الإمارات، بالإضافة إلى أهداف أخرى تعود بالنفع على كافة أبناء هذا الوطن، رغم أنها في الأصل تهدف إلى مكافأة صنّاع الأمل المتميزين من أصحاب المبادرات الأكثر تأثيراً عبر تقديم الدعم المادي لهم لمساعدتهم في مواصلة مبادراتهم وتكثيف جهودهم الإنسانية والتطوعية في مجتمعاتهم، وتوسيع نطاق مبادراتهم ومشاريعهم لتشمل عدداً أكبر من المستفيدين، فضلاً عن المساهمة في غرس ثقافة الأمل والإيجابية في مختلف أنحاء الوطن العربي وتشجيع العطاء أياً كانت الظروف ومهما بلغ حجم التحديات.
ومن وجهة نظري، أرى أملاً في الأفق ونوراً يتحقق في أن هناك أهدافاً أخرى تتحقق نمطياً وتلقائياً من المبادرة، تتلخص في 6 أهداف؛ أولًا: تعزيز القدرات والمهارات من خلال توفير الفرص لتطوير مهاراتهم في مختلف المجالات مثل العلوم والتكنولوجيا والابتكار وريادة الأعمال، وثانياً: تعزيز روح المبادرة والابتكار، ثالثاً: تشجيع ريادة الأعمال، رابعاً: تعزيز التعليم والتدريب من خلال توفير فرص التعلم والتدريب على مهارات متنوعة، خامساً: تعزيز الانخراط المجتمعي، سادساً: تعزيز التعاون والشراكات.
باختصار، تتمثل أهمية مبادرة “صناع الأمل” في تعزيز القدرات خاصة لدى أصحاب العطاء وقصص الأمل والدعم والتحدي وأيضاً الشباب، وتسهم في خلق جيل مبدع قادر على تحقيق التغيير الإيجابي في المجتمع، وتعزيز التنمية المستدامة في الإمارات. وعلى الصعيد العالمي فإنها تعد أكبر مبادرة إنسانية ومجتمعية من نوعها تهدف إلى تكريم أصحاب العطاء.
في الختام، أُذكّر السادة القراء بأن المبادرة أُطلقت سنة 2017، تحت مظلة مؤسسة مبادرات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، المؤسسة الإنسانية والتنموية والمجتمعية والتمكينية الأكبر من نوعها في المنطقة. وتستهدف المبادرة الأفراد أو المجموعات التطوعية أو المؤسسات والمنظمات الإنسانية غير الربحية، بحيث يستطيع أي صانع أمل في أي مكان في العالم أن يرشِّح نفسه لحمل لقب “صانع أمل”، أو يمكن لأي شخص أن يرشِّح فرداً أو فريقاً أو مؤسسة يرى أنهم يستحقون لقب “صانع أمل”.