تعد مشكلة التغير المناخي واحدة من أكبر التحديات التي تواجه العالم في الوقت الحاضر.
ومن بين القطاعات التي تسهم بشكل كبير في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري هو قطاع النفايات، ولذلك، تعتبر مبادرة الإمارات هي مبادرة عالمية لإزالة الكربون من قطاع النفايات وتشكل خطوة هامة نحو تحقيق التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة.
ووقعت وزارة التغير المناخي والبيئة في الإمارات يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، مذكرة تفاهم مع شركة أبوظبي لإدارة النفايات (تدوير) بهدف إطلاق مبادرة “صفر نفايات” العالمية، وتهدف المبادرة لحشد دول العالم من أجل تعزيز الجهود في مجال عزل الكربون المتولد من قطاع النفايات وإنشاء منصة للاقتصاد الدائري، وذلك في إطار عام الاستدامة والاستعدادات لاستضافة مؤتمر الأطراف COP28.
ومن وجهة نظري المتواضعة أن الإمارات تسعى من خلال المبادرة إلى تقليل الانبعاثات الكربونية الناجمة عن إدارة النفايات وتعزيز استخدام الطاقة المتجددة في هذا القطاع حيث تعتمد على تبني تقنيات حديثة ومبتكرة للتخلص من النفايات بطرق صديقة للبيئة وتحويلها إلى مصادر طاقة متجددة.
أحد الأمثلة الرئيسية لتلك التقنيات هو تحويل النفايات العضوية إلى غاز البوغاز، الذي يمكن استخدامه كوقود بديل لتوليد الكهرباء أو كوقود للمركبات.
بالإضافة إلى ذلك، تعمل المبادرة على تعزيز إعادة التدوير والاستفادة القصوى من المواد القابلة لإعادة الاستخدام في النفايات، مما يقلل من الحاجة إلى إنتاج مزيد من المواد الجديدة وبالتالي يقلل من الانبعاثات الكربونية.
وطني الإمارات من الدول الرائدة في مجال الاستدامة البيئية، حيث تولي قضايا البيئة اهتمامًا كبيرًا، وتعكس مبادرة الإمارات العالمية لإزالة الكربون من قطاع النفايات التزام الدولة بتحقيق أهداف التنمية المستدامة والمساهمة في جهود مكافحة التغير المناخي على المستوى العالمي.
المبادرة الوطنية العالمية لإزالة الكربون من قطاع النفايات تعد خطوة هامة نحو تحقيق التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة، من خلال تبني تقنيات حديثة ومبتكرة، يمكن للإمارات أن تصبح قائدة في مجال إدارة النفايات الصديقة للبيئة وتحويلها إلى مصادر طاقة متجددة، وأرى هنا أنه من الممكن أن تلهم هذه المبادرة دولًا أخرى لاتخاذ إجراءات مماثلة والمساهمة في جهود مكافحة التغير المناخي على المستوى العالمي.
الوطن يقود العالم وذلك حيث تهدف المبادرة إلى تعزيز دور دولة الإمارات في قيادة الحراك العالمي والمساهمة في الجهود الدولية لتحقيق هدف خفض الانبعاثات بنسبة 43% بحلول عام 2030، وسيتم ذلك من خلال تشجيع الدول على تبني واعتماد حلول قائمة على التكنولوجيا الحديثة وإزالة الكربون من مختلف القطاعات، والتي من بينها قطاع النفايات، ودفع جهود تعزيز الاقتصاد الدائري.
وبينما نتطلع كإماراتيين نحو استضافة مؤتمر الأطراف COP28، فإن الوطن حريص على لعب دور أكبر في الجهود المناخية العالمية من خلال خفض الانبعاثات والمساهمة في الإبقاء على ارتفاع درجة حرارة الأرض عند مستوى 1.5 درجة مئوية وتجنب آثار التغيرات المناخية وحماية كوكب الأرض والعمل في الوقت نفسه على إيفاء الإمارات بالتزاماتها المناخية وتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050.
وستعمل المبادرة على نشر حلول إزالة الكربون من قطاع النفايات في مختلف دول العالم، من خلال تحفيز الاستثمارات والتمويل في مشاريع البنية التحتية، وخلق فرص عمل في القطاع، بالإضافة إلى تقليل الاعتماد العالمي على الموارد الطبيعية؛ كما ستقوم المبادرة بدفع جهود الأطر التنظيمية وتطبيق المسؤولية الممتدة للمنتج، وإنشاء حوكمة متعددة التخصص، وتحديد المشاريع القابلة للتمويل في عمليات إدارة النفايات.
لذلك من منطلق مساعي وحرص الوطن على مثل هذه المبادرات والإعداد الممتاز لاستضافة COP28 وكل الخطوات الجادة للسعي نحو صفر كربون فإن ذلك يرسخ قيادة الإمارات للعالم.