فقيد العروبة..18 عاما من الإنجازات
فقدت الأمة العربية رجلا من اخلص الرجال لشعبه، رجلا عرف معنى التضحية والجد والسعي وراء ازدهار وطنه وتقدمه بين كل أقرانه العرب ودول العالم أجمع الذي نعته العروبة لخالص معاني الأسى والحزن فهو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان باعث النهضة الإماراتية، وقائد مسيرة التطوير في كل شبر من وطننا.
في عام 2004، رحل مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ليكمل المسيرة من بعده صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، والذي سار على نهج الوالد حافظا لعهد الولاء والإخلاص لوطنه الإمارات.
ولد الشيخ خليفه بن زايد، رعاه الله، في عام 1948م وتحديداً في قلعة المويجعي في مدينة العين التي تعرف الآن باسم قصر المويجعي، وهو الابن الأكبر للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في 1 فبراير 1969، عُين صاحب السمو الشيخ خليفة كولي عهد إمارة أبوظبي، وفي اليوم التالي، تولّى مهام دائرة الدفاع في أبوظبي، وتلاها إنشاء سموّه لدائرة الدفاع في أبوظبي، التي أصبحت لاحقاً النواة التي شكلت القوات المسلحة في دولة الإمارات العربية المتحدة.
في 1 يوليو من عام 1971، تم تعيين سموّه كحاكم لإمارة أبوظبي ووزيراً محلياً للدفاع والمالية في الإمارة ، كجزء من إعادة هيكلة حكومة الإمارة، وفي نهاية العام وتحديداً في 2 ديسمبر 1971، قام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، ورُفع علم الإمارات لأول مرة ليعلن بذلك الإمارات السبع دولةً مستقلة، والشيخ زايد، رحمه الله، أول رئيس للبلاد.
في عام 1976، عُين سموّه نائباً للقائد الأعلى للقوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة، وفي نفس السنة أمر بتأسيس جهاز أبوظبي للاستثمار بهدف إدارة الاستثمارات المالية في الإمارة، لضمان توفير مصدر دخل ثابت للأجيال القادمة.
في 3 نوفمبر من عام 2004، تمّ انتخاب صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيساً لدولة الإمارات العربية المتحدة وتولى مهامه كحاكم لإمارة أبوظبي أيضاً، وكان هذا عقب وفاة والده المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في 2 نوفمبر 2004.
نجح الراحل المغفور له في إطلاق عدة مبادرات أبرزها، جائزة الشيخ خليفة للامتياز (SKEA)، مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، جائزة خليفة التربوية، صندوق معالجة الديون المتعثرة، مبادرة إحلال المساكن القديمة قبل 1990، مبادرة أبشر، اعتماد السياسة العليا للإمارات في مجال العلوم والتكنولوجيا والابتكار، إعلان عام 2015 عاماً للابتكار، إعلان 2016 عام القراءة في دولة الإمارات، مبادرة أقدر، إعلان 2017 عام الخير، إعلان 2018 عام زايد، إعلان 2019 عام التسامح، تطوير البنية التحتية في الإمارات، حملة الإمارات ضد شلل الأطفال.
ولماذا فقدته العربة والعروبة؟ لان الشيخ خليفة من أشدّ المناصرين لمجلس التعاون لدول الخليج العربية. ويؤمن أن نجاح وإنجازات هذا المجلس تعكس عمق التلاحم بين قادته، كما أظهر الشيخ خليفة التزامه بتعزيز العلاقات الدولية من خلال استقبال قادة من دول آسيا، وأوروبا، والدول العربية الأخرى. كما قام سموه بزيارات إلى دول آسيا الوسطى، لتوطيد علاقاته معها بعد تفكك الاتحاد السوفيتي.
انتهج سمو الشيخ خليفة سياسات إغاثية وإنمائية تدعم الدول والشعوب المحتاجة، بالإضافة إلى المساعدات الحكومية لدولة الإمارات، تعتبر مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية تعتبر ثالث أكبر جهة مانحة للمساعدات الخارجية في الدولة ، حيث وصلت مساعداتها المختلفة لأكثر من 70 دولة في مختلف أنحاء العالم.
وبيده المعطاء، استجاب للعديد من حالات للطوارئ والأزمات الإنسانية لتلبية نداء المتضررين والمنكوبين والمهجرين أينما كانوا سواء في مشارق الأرض أو مغاربها، مثل تقديم المعونات الإغاثية بعد كارثة تسونامي في المحيط الهندي عام 2004 ،وزلزال عام 2005 الذي دمر جزءا كبيرا من شمال باكستان، والمناطق المجاورة في الهند.
ضرب المغفور له القدوة والمثل في تمكين المواطنين، والتضحية، ومقاومة التعصب، والتواضع، باعتبارها أدوات تضمن استمرار ثقافة الانسجام الداخلي والتماسك والتلاحم الوطني بين أبناء وطننا، وترسخ قيم التماسك الأسري والتكافل الاجتماعي.
كذلك خطت دولة الإمارات منذ تولي الشيخ خليفة بن زايد مقاليد الحكم خطوات غير مسبوقة على المستوى التنموي والاقتصادي انعكست على حجم الاقتصاد بشكل مباشر وجلي، لتتضاعف قيمة الناتج الإجمالي المحلي للإمارات مرات عدة منذ عام 2004 ليزيد الحجم الكلي لاقتصاد دولة الإمارات إلى 1.5 تريليون درهم تفوق 405.5 مليار دولار نهاية 2021، فيما تخطى مؤشر سوق أبوظبي للأوراق المالية مستوى 10 آلاف نقطة للمرة الأولى بتاريخه، لتقترب القيمة الرأسمالية للسوق من مستوى 510 مليارات دولار، كما أقرت أكبر خطة لتطوير سوق دبي المالي، وتعميقه عبر إدراجات تعد الأضخم في تاريخ السوق، والتي تخطى مؤشرها مستوى 3700 نقطة وزادت القيمة السوقية لها على 126 مليار دولار.
وفي عهد المغفور له، حلت الإمارات بالمرتبة الـ 10 عالميا على المؤشر ككل، كما حلت في المراتب الـ 5عالميا في التكنولوجيا، والـ 12 عالميا في الاستعداد للمستقبل، والـ 18 عالميا في المعرفة، لتسجل تميزا آخر في مؤشر “مؤشر كيرني 2021 للثقة في الاستثمار الأجنبي” وتحل بالمرتبة الـ 15 عالميا، بالمرتبة الـ 23 عالميا وفي المرتبة الأولى عالميا في العمالة الماهرة، بينما حققت المرتبة الأولى عربيا على مؤشر الحرية الاقتصادية 2022.
رحل المغفور له عنا ولكن باق الأثر وطيب الخلف والإنجاز فقد نعته الامة العربية والإسلامية بكل معاني الحزن والأسى على رحيل رجل من عظماء هذا القرن.
التعليقات متوقفه