إيران تستهدف الأمن العربي عبر إرهاب الحوثي
لا يخفى على القاصي والداني أن مليشيات الحوثي الإرهابية هي وجه من أوجه النظام الإيراني، الذي يستخدمها لزعزعة استقرار المنطقة والعالم.
فنهاية الحوثي مسألة وقت وسينتهي عما قريب، والمؤشرات على ذلك مؤخرا لا تُحصى بالنظر إلى الخسائر المتتالية للمليشيا على أرض اليمن، لكن الخطر الأكبر الباقي هو السلوك الإيراني المليشياوي، الذي لن يتراجع إلا أمام ردع كامل، ليس فقط عن طريق عقوبات أمريكية، وإنما بوقف طهران عند سلوكياتها تلك وإعادتها إلى الشرعية الدولية قسرا، حفاظا على أمن وسلام المجتمع الدولي.. لأن التجربة أثبتت أن التفاهم الدبلوماسي والحوار لا يُجدي مع من يصر على التوسع وتهديد العالم برفع أسلحة المليشيا والعصابات.
إنها محاولات يائسة تلك التي تستند في تحقيق غاياتها إلى مليشيات مسلحة انتشرت ببعض الدول العربية.. من اليمن إلى لبنان إلى سوريا.
وإزاء هذا السلوك الإرهابي، الذي يُمارَس على أراضٍ عربية، برعاية إيرانية، لا بد من تكاتف عربي في المقام الأول، ثم دعم دولي برعاية أمريكية، خاصة بعدما أقدمت الإدارة الأمريكية على رفع مليشيات الحوثي من قوائم الإرهاب، وهذا ما يدفع هذه الإدارة الآن لاتخاذ موقف تصحيحي بعدما شهد العالم على اعتداءات الحوثي الإرهابي ضد منشآت مدنية على أرض الإمارات، وما صاحبها من استنكار أكثر من 183 دولة و20 منظمة ومؤسسة عربية وعالمية وحقوقية، بينها الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.. الجميع أكد تضامنه مع دولة الإمارات العربية المتحدة إزاء مثل تلك الاعتداءات، التي تعمل على زعزعة الاستقرار والسلام بالمنطقة.. لذا فأمريكا أمام اختبار حقيقي.. فإما تدعم السلام الإقليمي وإما تقوّضه.
إن المواقف الدولية المنددة باعتداءات الحوثي الإرهابي تعكس إجماعًا غير مسبوق على خطورة بقاء هذه المليشيات الانقلابية كمصدر تهديد للأمن والاستقرار في المنطقة، مع وجود دعم لها من قبل إيران، التي ترسخ دائما لاضطراب الإقليم عبر عقود من سياساتها التي ألِفت التدخل في شؤون الغير.
اعتداءات الحوثي على منشآت مدنية ما هو إلا محاولات بائسة ويائسة أمام نجاح جارف لقوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، بقيادة السعودية، في تقويض الإرهاب الحوثي، عبر ضربات عسكرية مستمرة تسقط فوق رأس عناصر الحوثي وقادته هزائم منكرة تُفقده كل ما يظن أنه امتلكه.. فقد تم استعادة محافظة شبوة اليمنية الغنية بالطاقة، عبر قوات “العمالقة”، ما يمثل انتكاسة ملحوظة وحصارا عنيفا للحوثيين.
الخلاصة، أن الرد القوي على اعتداءات الحوثي الإرهابية لا بد أن يكون سريعا وقويا وحاسما على المستوى الدولي، مثلما هو على مستوى التحالف العربي، حتى لا تنزلق المنطقة إلى عدم استقرار لا تُحمد عقباه، ما سيؤثر سلبا على أمن الإقليم والعالم.
التعليقات متوقفه