الوطن

الوطن هو الأسرة الكبيرة المتماسكة بأبنائها والتي ننعم بدفئها وهو المأوى والمكان الذي نلجأ إليه ونشعر فيه بالأمن والسكينة والحرية.

لقد جُبلت النفوس البشرية على حب المكان الذي نشأت فيه وترعرعت في جنباته، وطرقاته، فالوطن ذاكرة الإنسان فيه الآباء والأجداد. ومن هنا تأتي سمعة الوطن في أعلى سلم الأولويات، فيجب أن يكون كل مواطن سفيراً أميناً حريصاً على رفعة وطنه وسمعة قيادته الرشيدة حيثما حل أو ارتحل، لا سيما عبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ حيث يجب أن تستثمر بنشر القيم والرقي الحضاري الذي تتمتع به دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة وشعبها الأصيل.

يعد الوطن أغلى ما يعتز به الإنسان، لأنه مهد صباه ومدرج خطاه ومرتع طفولته ومأوى كهولته ومنبع ذكرياته ونبراس حياته، وموطن آبائه وأجداده وملاذ أبنائه وأحفاده.

فالإنسان بلا وطن إنسان بلا هوية ولا ماضي أو مستقبل وحب الوطن ليس لنا عنه بديل أرض الأجداد والآباء أرض الخير والبركة والعطاء والنقاء. فحب الوطن ينبع من الإيمان الخالص لله عز وجل وللوطن كلمة حق في معناها:

هو كلمة ذات حروف بسيطة ولكنها تحمل معاني عظيمة تعجز الكلمات عن حصرها فهو ليس مجرد حكاية تروى أو كلمات تقال بأسلوب عذب، بل هو من أجمل النعم التي أنعم الله بها علينا، وبالتالي فإن علينا نحن الأبناء واجب أن نحميه وندافع عنه ونفديه بأغلى ما نملك ونعمل بيد واحدة ليبقى آمناً وصامداً.

الوطن هو الأسرة الكبيرة المتماسكة بأبنائها والتي ننعم بدفئها وهو المأوى والمكان الذي نلجأ إليه ونشعر فيه بالأمن والأمان والسكينة والحرية والطمأنينة، وهو النواة التي يعم من خلالها الخير والعطاء على أبنائه دون استثناء أو تمييز. هو نعمة كبيرة من واجبنا أن نصون ترابه وأرضه بالترابط والتلاحم وغرس القيم النبيلة في نفوس أبنائه.. وطني هو الوطن الحاضن للماضي والحاضر ذلك الحب الذي لا يتوقف والعطاء الذي لا ينضب.

إن الوطن شيء أكبر من الزمان الذي ولدنا فيه والمكان الذي يحتوينا، بل هو امتدادانا وامتداد أجدادنا منذ آلاف السنين، إنه قيم مزروعة داخلنا من القدم، ومجموعة من النظم والعادات والتقاليد التي لا يمكن الحياة بعيداً عن إطارها وبعيداً عن جوهرها.

وواجب على كل منا تأصيل حب الوطن وغرسه في نفوس أبنائنا منذ الصغر، فهم جيل الغد جيل المستقبل القوي بدينه وثقافته وعاداته وتقاليده التي أنشأه عليها آباؤه وأجداده كون هذا الجيل هو اللبنة الأساسية لبناء هذا الوطن والتمسك بالقيم والدين الإسلامي الحنيف الذي يحثنا على حب الوطن وحب العمل والإخلاص فيه والتكافل والترابط ومساعدة المستضعفين في كل مكان.

ولأن الوطن عزيز فحق علينا تجاهه أن نرد الجميل في شتى المجالات والواجب الأكبر علينا أن نجود بدمائنا رخيصة لأجله، ونقدم كل غال ونفيس من أجل الحفاظ على حريته واستقراره وأمنه وأمانه، وأن نمنع كل من تسول له نفسه أن يعوق ازدهاره ورخاءه.

يجب على كل مواطن أن يراجع أفعاله وكلماته ونظراته وتوجهاته بما فيه مصلحة للوطن ورفع اسمه عالياً بين الأوطان والأمم، ووضعه نصب عينيه في كل وقت حتى يكون الفرد مثالاً إيجابياً ونبراساً يستدل به في رفعه الأوطان وفى ارتقاء سمعتها وعلو شأنها.

واختتم بقول الشيخ زايد رحمه الله: “إن الثروة ليست ثروة المال بل هي ثروة الرجال فهم القوة الحقيقية التي نعتز بها وهم الزرع الذي نستدفئ بظلاله والقناعة الراسخة بهذه الحقيقة هي التي مكنتنا من توجيه كل الجهود لبناء الإنسان وتسخير الثروات التي مَنّ الله علينا لخدمة أبناء هذا الوطن حتى ينهضوا بالمسؤوليات التي تقع على عاتقهم وليكونوا عوننا لنا ولأشقائنا”.